أشبال المواكب



أشبال المواكب:

يصيح بأعلى صوته وأنت تستمع له إذ أنك واقف أمام إحدى أبواب جنات الحسين منادياً..."على حب الشهيد اشرب الماء والعن يزيد" ، وانت على مقربة من الباب تنوي الدخول يأتي إليك صوته الرقيق :هل تسمح بأن افتشك ؟؟...بكل حماس تراه متصدراً حلقات العزاء،بكل حرارة تراه في مواكب عزاء السلاسل ،بروحٍ عالية يحمل قصبة ترفرف فيها راية مكتوب ٌ عليها يا حسين ، ترتفع أكفهم وهي تضج بدمائهم في مواكب التطبير بصرخات الولاء الحيدرية...تخجل من قليل ما تقدم أمام كثير ما يعطوه مقارنة بصغر أعمارهم ، يتخلون عن ساعات متعة مع أصدقائهم في المدرسة ليحظوا بقليل من النوم يقويهم لإقامة ليالي الحسين (عليه السلام) لايُضِيعون مجلساً واحدا ً ، لا تمنعهم إيدلوجيات من المشاركة مع أي موكب رفع إسم الحسين (عليه السلام) مناديا بالعزاء ،لا يترددون في إبداء صرخات الحب تراهم أول من يهتف ب"لبيك ياحسين"...تتعجب!! فتتسائل ألا يخاف هؤلاء الأطفال المجرمين في البلاد؟؟! فيأتيك الجواب من أينع تلك الحناجر: نحن لا تُرعِبنا فلول داعش ولو حاول مجرموها تفجيرنا لوَقينا المستمعين بأرواحنا ، تحملق في أعينهم فتترورق أعينك بالدموع ترى فيهم القاسم(عليه السلام) حين قال:" إني لأرى الموت بين يديك يا عم أحلى من العسل " ، ترى فيهم ذلك الفتى اللذي نادى :"أميري حسين ونعم الأمير" ومضى إلى الميدان ولم يعد إلا وقد تزاوجت سيوف المجرمين بحشاشة فؤاده ، ترى فيهم عبد الله بن الحسن (عليهم السلام) حينما وقى عمه الحسين (عليهم السلام) بيده عندما أراد سيف اللعين شمر أن يهوي محتزاً رأس الحسين ...تستهجن نشاز من ينادون بإبعاد هذه الأرواح النقية عن تصدر المواكب ، كأنهم احتكروا حب الحسين واقامة شعائره لهم فقط ، أو وكأنما هناك عمر حددته أهوائهم للسماح لهم بالمشاركة في تلك المراسيم العظيمة ...تُعرِضُ عن كل تلك الأصوات القبيحة ليستقر قلبك مطمئناً عندما تعلم بأن مستقلبنا بين إيدٍ تَربَّت في حجر الحسين(عليه السلام) تَعَلَّمَت معنى العزة والكرامة من شعائره المقدسة ...ترتفع يديك بالدعاء لهم فتنادي من أعماقك اللهم احفظهم فهم أملنا في معترك هذه الدنيا المظلمة!!.

Comments

Popular Posts