شهداء الركب الحسيني

شهداء الركب الحُسيني:

لبيك ياحسين ... لبيك ياحسين ... لبيك ياحسين

هذه كانت صرخاتنا تنادي بأعالي أصوات حناجرنا ،تغلي جماجمنا بصيحات "لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين" ندعو بأن يرزقنا الله اللحاق بالشهداء ونحن نصلي على جثامينهم بعد فاجعة المساجد بالقديح وحاضرة الدمام ، وضعناهم في لحودهم ونحن في أشد حالات التضرع لله بأن يجمعنا معهم مجددا مع الحسين (عليه السلام) أَهَلْنَا التراب على الموتى... أَهَلْنَا التراب علينا نحن الموتى وهم "أحياء عند ربهم يرزقون" ثم رجعنا لبيوتنا نبحث عن ذلك الطريق اللذي يبعثنا للحياة لكننا لم نجد الطريق ...لم أجد تلك الطريق... غلب ظني أن طيف الشهادة قد أُوصِدَ في وجوهنا... كانت ليلة الثالث من المحرم عندما قررت أن أذهب لحضور مجلس الشيخ حسن الخويلدي (حفظه الله) في"حسينية الحمزة" كما أسماها قاتلهم أو كما أفْهمنا بأنهم قد وصلوا للسيد الشهداء برحيلهم... أو الى "حسينية الحيدرية" كما نحن نعرفها ، كان الشيخ يبتدأ مجلسه في تمام السابعة والنصف فقررت أن أخرج من المنزل في حدود الساعة السابعة الا ربع كي يتسنى لي الحصول على أحد الاماكن المناسبة داخل الحسينية ، لكن للأسف تأخرت عن ذلك الموعد فوصلني ذلك الخبر المفجع على قلبي إذ أني لم ألحق بركب السفينة وقد بقيت غريقاً في وحل الدنيا لم تمد لي يد حتى ألحق بمُسلِم ، لم ألحق بحبيب ،بالأكبر، بالعباس ،بالرضيع ، بحيدر المقيلي لكن يداً امتدت من وراء الغيب لتضم في ركب السفينة خمسة (العجمي ، الجاسم ، السليم ، بو صالح ، بثينة)، عندها استيقظت من غفلتي فباب الحسين (عليه السلام) لا يغلق ولكن لا يصيبه إلا من هم مسارعون في إجابة ذلك النداء فسلام على الشهداء اللذين بذلوا مهجهم في حب الحسين (عليه السلام) والحقنا الله بهم .