في رِحاب الشيرازي


في رِحاب الشيرازي


هذه الصورة كما هو واضح قد اُلتقطت في منزل سماحة المرجع السيد صادق الشيرازي، هذه الغرفة البسيطة والزهيدة في أثاثها هي ذات الغرفة التي يستقبل فيها سماحته لأفاضل العلماء والمراجع والشباب وعامة الناس
،في ذلك اليوم كنت في زيارة خاصة له كي استنير بفيض نصائحه فكانت أول نصيحة قدمها لنا ان وحدوا صفوف مجتمعاتكم ولملموا الشباب حول المنهج الصحيح لأهل البيت عليهم السلام ، هذه الكلمات تتوافد على قلبي كلما اسمع ادعاءات المغرضين بأن سماحة المرجع الشيرازي من دُعاة الشنآن والفرقة ، ولكن تصبرني نصيحته الثانية على جهلهم اذ  كانت نصيحته بأن نلتزم منهج إحدى آيات كتاب الله الكريم وهي: ((ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الأمور ))  ويستطرد شارحاً أهمية هذه الآية قائلاً:ان الله بعزته وجلاله قد آقسم في ذكر هذا الأمر لبيان أهميته فعلى الإنسان أن يكون في خدماته ومؤسساته الاجتماعية صبوراً بدون نفاذ لصبره وبدون يأس يخاطره بل ورغم ذلك على المرء أن يغفر لأولئك الذين يصنعون العقبات والعراقيل ـ كأمثال الكذبة والدجالين الذين يروجون الاتهامات الباطلة-  في طريق تلك الأعمال شاداً على ايدنا قائلاً وهذا الأمر يحتاج للجهد وهو ليس بالأمر السهل وقد بين الله عز وجل ذلك اذ قال: ((ان ذلك لمن عزم الأمور )) ،وبعد ذلك بقليل انفض المجلس وودعنا بابتسامته قائلاً لا تيأسوا ولا تحزنوا وواصلو تُوَّفقوا وأنا أدعو لكم بالتوفيق ، فعلمت من تلك اللحظة بأن منهج سماحته مع جميع من يروج الشائعات عنه ويتهمه باتهامات ليس لها اساس من الصحة  قد تمثل في هذه النصائح.
أكملنا تلك الأيام الخمس في ضيافته ، توقعنا بأن جميع العلماء في هذه المدينة الفاضلة يملكون ذلك النَّفَس الرائع الذي يمتلكه سماحة المرجع الشيرازي ، لكنني حقيقة صُدمت عندما لم أجد تلك الروحية عند أي أحدٍ ابداً ،فقد فاجأني أحد كبار شخصيات مدينة قم (وهو أحد كبار أساتذة بحث الخارج ) لا أود ذكر اسمه بأنه قد رفض طلبي لمصافحته وتقبيل رأسه بعد أن سألني عن حاجتي قبل أن يرتقي منبر البحث ، وآخر لم يلتفت لنا عندما دخلنا لمجلسه حتى بأدنى طرق الترحيب بالرغم من قلة الوجود الذي لا يتعدى اصابع اليدين وكان هذا عكس الأمر عند سماحة المرجع الشيرازي فبرغم ازدحام غرفة سماحة المرجع طول وقت الساعة المخصصة للالتقاء بعامة الناس إلا أن جميع من يزوره يحظون بكلمة خاصة على انفراد مع سماحته إن أرادوا ذلك بدون أي تعقيد على خلاف من لا يسمح في لقائه العام إلا بالسلام عليه فقط ،لا أعني  بأن جميع البارزين في مدينة قم يحملون هذا النَفَسْ فبالعكس تماماً اذ أننا التقينا بسماحة المرجعين العظيمين سماحة السيد صادق الروحاني و سماحة الشيخ لطف الله الصافي دام ظليهما وقابلونا بأكمل ابتسامة وأريحية ، ولكننا لم نجد أحداً كمثل السيد الشيرازي في استقباله ، فكما بين لنا أحد أعضاء مكتب المرجع الشيرازي بعد أن سألناه عن ذلك فقال : بأنكم لستم أول من لاحظ هذا الأمر بل أن البعض قد اضاف بأن سماحته انما يعرض نفسه للخطر ففي أي لحظة قد يقتحم أحد الارهابيين المتربصين المنزل وينال من سماحته بل واضاف بأنهم قد اقترحوا أن يسمحوا لأعضاء المكتب ان يفتشوا الزائرين كما يفعل ذلك بعض مكاتب المراجع هناك لكن السيد قد رفض ذلك تماماً قائلاً:بأنه لا يخشى تلك اللحظات أبداً وأضاف بأن جميع أهل البيت (عليهم السلام) لم يضعوا حاجباً واحداً أمام مجالسهم بالرغم من أهمية دورهم في قيادة الأمة ، نعم هذا  السيد الجليل وضع منهاج أهل البيت عليهم السلام نصب عينيه محاولاً قدر الإمكان الالتزام به وعدم الحياد عنه،
فمع وجود هذه الخصائص في شخصية المرجع الشيرازي فإنه من الطبيعي والمنطقي أن ترى الناس والجماهير تحيط به وتفتخر بالانتماء له،ففي ليالي ضيافة السيدة المعصومة عليها السلام قمنا بعمل زيارات لتلك المؤسسات والقنوات التلفزيونية التي أغلقها النظام بذريعة عدم وجود التصاريح((الحجة السخيفة جدا)) دخلت تلك المكاتب فتفاجأت بأن هذه القنوات التي يتهمها رئيس الاستخبارات بأنها ممولة من الحكومة البريطانية لا تمتلك مكان مهيـأ بالتهيأ الكامل او حتى شبه الكامل بل أن بعض تلك القنوات  لا تتعدى مساحتها الـ50 متر مربع بل إن موقع مؤسسة الرسول الأكرم الثقافية المحجوبة في ايران( وهو الموقع الوحيد الذي يمثل سماحة المرجع الشيرازي) لا تتعدى مساحتها مكتب صغير يحوي جهازين كمبيوتر .نعم جميع من اقترب من هذا الرجل يعلم أن عطائه ليس بالمال بل بقدرته على تعبئة الشباب بالطاقة للإبداع ،ولأن السيد  قد نجح في ذلك فإن سماحته  يتعرض لهذه الهجمة الشرسة لتسقيط شخصه الكريم من بين أعين الناس ، فمن يملك هذه المقومات وتتم حربه بهذا الخبث فإنه انما يفضح أعداءه ومن يُسقِط نفسه في وحل الكذب والتهمة انما يعترف بنجاح السيد في سحب البساط من تحت مشروعه بفضح ادائهم وأفعالهم بطريقته السلمية البحته التي لا تتعدى الرد عليهم في محاضرات يلقيها أربعة مرات خلال العام ، فنحن لا نستغرب المنهج الأموي بنشر الشائعات على سماحته(كوصفه بالعمامة الانجليزية) أو منهج المأمون العباسي الذي تغطى بعباءة أهل البيت عليهم السلام وهو ألد أعدائهم أو المنهج السقيفي بالهجوم على دار سماحته  وإنما نستغرب من أولئك الذين يرون جميع تلك الأمور ولا يزالون يضعون موازين الاحترام لنظام يلقب نفسه بالإسلامي وقد اشتهر بحربه للمراجع والتضييق عليهم وعلى مقلديهم بسبب اختلاف في بعض الاراء الفكرية والتوجهات السياسية .

نسأل الله العلي القدير أن يحفظ سماحة المرجع الشيرازي وجميع المراجع العظام من كيد دولة تستظل باسم أهل البيت وهي لا تزال توالي الطعنات في جسد التَّشيُّع.

Comments

Popular Posts