في سافل العصر والآوان!...
كان يا مكان في حاضر الزمان وفي سافل العصر
والآوان كانت هنالك أم أدبت ابنتها الصغيرة والجميلة على الكمال والإحسان و محبة
الإنسان والعطف على الحيوان...
فكانت تعلمها الكلام الجميل والأدب الرفيع ...وكانت
دروس الأم من أروع مايكون ،كانت للطفلة الصغيرة تقول : ابنتي عزيزتي اذا رأيت
عجوزاً تسير فخلي لها الطريق واجعليها أمامكِ تمر... ابنتي عزيزتي اذا رأيت طفلاً
بوحدته حزين فشاركيه ليغمركما السرور...ابنتي عزيزتي وبالكلام الجميل تمتعي وتحلي
فإذا خاض أحدهم بالفاحش من القول فلا تخوضي معه... وكانت وصايا الأم جميلة عذبة
تنسال على قلب البنت الجميلة كالنمير البارد...وكانت البنت تحب أن تسمع جميل نصائح
أمها فزدادت البنت من الأخلاق والشهامة والكرامة مازادت وأنالها الله عطية على ذلك
بهاء الوجه والجمال، ما أعطاها...وكان لهذه الأم والفتاة الصغيرة بستان من
الزهور...وكان فيه الكثير من الجوري و والياسمين والريحان ...وكانت الأم للطفلة
الصغيرة تقول : هذه النباتات الجميلة عطية الله المنان لنا... فحافظي عليها ليديم
الله علينا نعمه ويزيد لك في جمالك ، فكانت الطفلة تسقي الزهور الماء وتضع لها من
السماد أجود الأنواع ...وترهق نفسها حتى يخرج البستان في أجمل الصور...وكل ذلك في
مرأى الأم والجيران ...فكانت الأم تكثر لها من الدعاء وكانت نساء الحي يشاركونها
الدعاء ويشجعن بناتهن الصغار أن يكونوا كهذه الفتاة الغراء... ومرت الأيام الجميلة
والكل بالدعاء لها يُكثِر ويزيد وكانت الأيام تمر بهدوء لولا أنه في أحد الأيام
حينما كانت الأم والفتاة الصغيرة تشذبان أشجار البستان مر جبار القرية الذي يهابه
الصغير والكبير والغني والفقير على هذا البستان... ومن شدة جمال البستان...قرر هذا
المتكبر الجبار أن يتمشى في حقل الأزهار...فتعجب
من جمال الزهور ورائحتها الزكية التي تفوح في الأرجاء...وكل ذلك يحدث في مرأى الأم
والفتاة الصغيرة...وكانتا سعيدتان لأنه من الممكن أن يسحر جمال هذه الزهور هذا
المتعنت الجبار ويحوله واحداً من الأخيار...لكن يبدو أن هذا الأمر من المحال...إذ
فجأة وبدون سابق إنذار قام هذا المتعنت الجبار
بتخريب بستان الأزهار... فكان ينتزع الزهور بخشونة ويدوسها بأقدامه...وكل
ذلك يحدث في مرأى الأم والطفلة الصغيرة...فبدأ الخوف والرعب يدب في قلبيهما...
فتجمدت الأم في مكانها خوفاً ورهبة...لكن الفتاة الصغيرة تقدمت بخطوات ثابتة إلى هذا الجبار وبدأت
تخاطبه وتحاول عن بستان الزهور أن تبعده... لكن المجرم الجبار التفت إليها وهو
منهمكٌ في تهشيم الأزهار وأبدى في وجهها الصراخ...فلم يكن من الأم في ذلك الوقت
إلا التراجع ببعض الخطوات للوراء... وماكان من الفتاة إلا الصمود والثبات والإغلاظ
في الكلام...فتطاير الشرر من أعين الجبار وبدأ وللأسف بلطم الطفلة الجميلة في وجهها فصير خدها
أحمر...فصرخت الفتاة من شدة الألم... فلم يكن من الأم في ذلك الوقت إلا أن تلتفت
للوراء...فتمادى الجبار وأمعن في الضرب...وبدأت صرخات الفتاة تزداد وتزداد...ومع
كل صرخة كانت الأم تبتعد عن الفتاة أشد الابتعاد...حتى توقف صوت الصراخ فعلمت في
حينها الأم بأن ابنتها قد فارقت الحياة...فتوقفت عن مواصلة الابتعاد وبدأت بسرعة
أكبر تتجه نحو ابنتها التي صارت جثة هامدة في البستان... فصارت تبكي وتصرخ حزناً
لهذا الفراق... وتجمع حول الأم المسكينة الجيران وأبدوا حزنهم الشديد وأكثروا
البكاء والنحيب...ولأن إكرام الميت دفنه...بدأوا يعدون الجنازة...وحضر جميع أهل
القرية الجنازة ، فقد حضر : الصغير، والكبير، و الغني ،والفقير ، وياللعجب العجاب
فقد حضر الجنازة أبناء المتعنت الجبار وشاركوا الجميع في البكاء والنحيب والرثاء...ومما
قاله الناس في هذا الوداع بأنهم لن يسمحوا للمتعنت الجبار بأن يتمادى في الغي
والطغيان...ورفعوا صرخات الاستنكار والغضب...وأكثروا الدعاء بالموت والانكسار
عليه...وشارك البعض بالأشعار والأناشيد...ورفعوا الجنازة بالحزن الشديد...ومشوا
بالجنازة من أعلى تل في القرية إلى حيث البستان...وهناك في حفرة صغيرة تناسب جسدها
الطاهر قد وضعوها بهدوء وسكينة...وأهلوا عليها التراب...وبدأ الجيران بعزاء الأم
الحزينة...فقالت عجوز القرية: كم كانت فتاتك جميلة وكم هو الفراق صعب
فاصبري...وقال رجال القرية : ليتنا كنا هناك لما سمحنا للجبار بالقيام بالإجرام ،
لكن هذا هو قضاء رب العباد...وقال شباب القرية : تأكدي بأننا سنضع حداً لأعمال هذا
الخبيث المحتال... وقالت سيدات القرية كما قالت العجوز وزادوا :إن بناتنا كبناتك
هم لكِ متى أردتهم في سمعٍ وطاعة...وهكذا جاء الجميع يعزي الأم الحزينة فكان يوماً
حزيناً على أهل القرية جميعاً... وفي المساء قبل أن ينام الجميع وفي كل بيت وبدون
أن تتفق أي جارة مع الأخرى قامت كل أم على حدة بجمع بناتها أمام الموقدة...وذكرتهن
بجميل أخلاق الفتاة الراحلة وأشرن إلى النار وقلن هذا هو مصير كل معتد جبار في
يومٍ من الأيام وقلن وهن حزينات:أحذركن يا بناتي الصغيرات من الحديث مع جبار
القرية الشرير دعوه يمرح ويلهوا في هذه الدنيا ، لا تعترضوا على ما يقوم به وحتى
وإن هدم بيوتنا فابتعدوا قليلاً عنه دعوه ينهي عمله وبعد ذلك عدن لإعادة إعمار
البناء...أولم يكفنا حزنٌ واحد ؟؟ فالبقاء للأحياء والجنة لمن مات من الأخيار
وعذاب النار يومئذٍ للأشرار فتركوه يلهو ويلعب ولا تعترضوا عليه... وهكذا ساد
الهدوء والسلام أرض القرية الصغيرة فالجبار يخرب البلاد والعباد له ينظرون
وينتظرون أن ينتهي عمله ليعدوا البناء...إلى أن في أحد الأيام والجبار يتمشى في
القرية إذ وجد بستان جميل وأحد الأمهات مع ابنتها الصغيرة الجميلة يشذبان أشجار
البستان
فكانت تعلمها الكلام الجميل والأدب الرفيع ...وكانت دروس الأم من أروع مايكون ،كانت للطفلة الصغيرة تقول : ابنتي عزيزتي اذا رأيت عجوزاً تسير فخلي لها الطريق واجعليها أمامكِ تمر... ابنتي عزيزتي اذا رأيت طفلاً بوحدته حزين فشاركيه ليغمركما السرور...ابنتي عزيزتي وبالكلام الجميل تمتعي وتحلي فإذا خاض أحدهم بالفاحش من القول فلا تخوضي معه... وكانت وصايا الأم جميلة عذبة تنسال على قلب البنت الجميلة كالنمير البارد...وكانت البنت تحب أن تسمع جميل نصائح أمها فزدادت البنت من الأخلاق والشهامة والكرامة مازادت وأنالها الله عطية على ذلك بهاء الوجه والجمال، ما أعطاها...وكان لهذه الأم والفتاة الصغيرة بستان من الزهور...وكان فيه الكثير من الجوري و والياسمين والريحان ...وكانت الأم للطفلة الصغيرة تقول : هذه النباتات الجميلة عطية الله المنان لنا... فحافظي عليها ليديم الله علينا نعمه ويزيد لك في جمالك ، فكانت الطفلة تسقي الزهور الماء وتضع لها من السماد أجود الأنواع ...وترهق نفسها حتى يخرج البستان في أجمل الصور...وكل ذلك في مرأى الأم والجيران ...فكانت الأم تكثر لها من الدعاء وكانت نساء الحي يشاركونها الدعاء ويشجعن بناتهن الصغار أن يكونوا كهذه الفتاة الغراء... ومرت الأيام الجميلة والكل بالدعاء لها يُكثِر ويزيد وكانت الأيام تمر بهدوء لولا أنه في أحد الأيام حينما كانت الأم والفتاة الصغيرة تشذبان أشجار البستان مر جبار القرية الذي يهابه الصغير والكبير والغني والفقير على هذا البستان... ومن شدة جمال البستان...قرر هذا المتكبر الجبار أن يتمشى في حقل الأزهار...فتعجب من جمال الزهور ورائحتها الزكية التي تفوح في الأرجاء...وكل ذلك يحدث في مرأى الأم والفتاة الصغيرة...وكانتا سعيدتان لأنه من الممكن أن يسحر جمال هذه الزهور هذا المتعنت الجبار ويحوله واحداً من الأخيار...لكن يبدو أن هذا الأمر من المحال...إذ فجأة وبدون سابق إنذار قام هذا المتعنت الجبار بتخريب بستان الأزهار... فكان ينتزع الزهور بخشونة ويدوسها بأقدامه...وكل ذلك يحدث في مرأى الأم والطفلة الصغيرة...فبدأ الخوف والرعب يدب في قلبيهما... فتجمدت الأم في مكانها خوفاً ورهبة...لكن الفتاة الصغيرة تقدمت بخطوات ثابتة إلى هذا الجبار وبدأت تخاطبه وتحاول عن بستان الزهور أن تبعده... لكن المجرم الجبار التفت إليها وهو منهمكٌ في تهشيم الأزهار وأبدى في وجهها الصراخ...فلم يكن من الأم في ذلك الوقت إلا التراجع ببعض الخطوات للوراء... وماكان من الفتاة إلا الصمود والثبات والإغلاظ في الكلام...فتطاير الشرر من أعين الجبار وبدأ وللأسف بلطم الطفلة الجميلة في وجهها فصير خدها أحمر...فصرخت الفتاة من شدة الألم... فلم يكن من الأم في ذلك الوقت إلا أن تلتفت للوراء...فتمادى الجبار وأمعن في الضرب...وبدأت صرخات الفتاة تزداد وتزداد...ومع كل صرخة كانت الأم تبتعد عن الفتاة أشد الابتعاد...حتى توقف صوت الصراخ فعلمت في حينها الأم بأن ابنتها قد فارقت الحياة...فتوقفت عن مواصلة الابتعاد وبدأت بسرعة أكبر تتجه نحو ابنتها التي صارت جثة هامدة في البستان... فصارت تبكي وتصرخ حزناً لهذا الفراق... وتجمع حول الأم المسكينة الجيران وأبدوا حزنهم الشديد وأكثروا البكاء والنحيب...ولأن إكرام الميت دفنه...بدأوا يعدون الجنازة...وحضر جميع أهل القرية الجنازة ، فقد حضر : الصغير، والكبير، و الغني ،والفقير ، وياللعجب العجاب فقد حضر الجنازة أبناء المتعنت الجبار وشاركوا الجميع في البكاء والنحيب والرثاء...ومما قاله الناس في هذا الوداع بأنهم لن يسمحوا للمتعنت الجبار بأن يتمادى في الغي والطغيان...ورفعوا صرخات الاستنكار والغضب...وأكثروا الدعاء بالموت والانكسار عليه...وشارك البعض بالأشعار والأناشيد...ورفعوا الجنازة بالحزن الشديد...ومشوا بالجنازة من أعلى تل في القرية إلى حيث البستان...وهناك في حفرة صغيرة تناسب جسدها الطاهر قد وضعوها بهدوء وسكينة...وأهلوا عليها التراب...وبدأ الجيران بعزاء الأم الحزينة...فقالت عجوز القرية: كم كانت فتاتك جميلة وكم هو الفراق صعب فاصبري...وقال رجال القرية : ليتنا كنا هناك لما سمحنا للجبار بالقيام بالإجرام ، لكن هذا هو قضاء رب العباد...وقال شباب القرية : تأكدي بأننا سنضع حداً لأعمال هذا الخبيث المحتال... وقالت سيدات القرية كما قالت العجوز وزادوا :إن بناتنا كبناتك هم لكِ متى أردتهم في سمعٍ وطاعة...وهكذا جاء الجميع يعزي الأم الحزينة فكان يوماً حزيناً على أهل القرية جميعاً... وفي المساء قبل أن ينام الجميع وفي كل بيت وبدون أن تتفق أي جارة مع الأخرى قامت كل أم على حدة بجمع بناتها أمام الموقدة...وذكرتهن بجميل أخلاق الفتاة الراحلة وأشرن إلى النار وقلن هذا هو مصير كل معتد جبار في يومٍ من الأيام وقلن وهن حزينات:أحذركن يا بناتي الصغيرات من الحديث مع جبار القرية الشرير دعوه يمرح ويلهوا في هذه الدنيا ، لا تعترضوا على ما يقوم به وحتى وإن هدم بيوتنا فابتعدوا قليلاً عنه دعوه ينهي عمله وبعد ذلك عدن لإعادة إعمار البناء...أولم يكفنا حزنٌ واحد ؟؟ فالبقاء للأحياء والجنة لمن مات من الأخيار وعذاب النار يومئذٍ للأشرار فتركوه يلهو ويلعب ولا تعترضوا عليه... وهكذا ساد الهدوء والسلام أرض القرية الصغيرة فالجبار يخرب البلاد والعباد له ينظرون وينتظرون أن ينتهي عمله ليعدوا البناء...إلى أن في أحد الأيام والجبار يتمشى في القرية إذ وجد بستان جميل وأحد الأمهات مع ابنتها الصغيرة الجميلة يشذبان أشجار البستان
Comments
Post a Comment