حماة الشعائر


وقف إمام الحياة في ظهيرة العاشر ،فوقف الوجود من حوله كلٌ يرمقه وينتظر ماذا سيفعل ،وقف الهواء ينظره وقفت الشمس تحملق في شمائله ، وقف الفلك ، و الثقلين جميعهم ينتظرون كيف سيستخدم الحسين سلاحه اللذي لا يقوى عليه شيء ، رفع الحسين يديه إزاء رأسه تدحرجت كلمات من شفتيه بكل هدوء وسكينة "الله أكبر" وقف جميع أصحابه خلفه انضموا لجموع المكبرين ، مذ ذاك اليوم صرخ الشيطان بأعلى صوته بحرب الشعائر الإلهية فمنذ ذلك اليوم تقدم صحب الحسين يضعون رقابهم وصدورهم ووجوههم ومحاجر أعينهم في مرمى السهام ، ووضع حماة الشعائر المقدسة صدورهم في وجه أسلحة الدمار ، أرادوا أن يحفظوا جسد الحسين ، أرادوا أن يحفظوا خلود الحسين ، ضاربين أرقى الأمثلة في الفداء ، لم يمنعهم عدم جاهزية عِداتِهم في أن يكونوا الصف الأول والعين الأولى في حماية شعائر الحسين هذا العام ، تشابهوا إلى حد كبير في درجات الإيثار مع الجيل الأول من أنصار الحسين(عليه السلام) لكن بعضهم قد اختلفت درجات تقواهم عمن قاتلوا دون الحسين (عليه السلام)  وليس من المستغرب ذلك فمن قال فيهم سيدهم  الذي لا ينطق عن الهوا "إني لا أعرف أصحاباً خيراً من أصحابي" فهم رهطٌ لن يتكرر إطلاقاً ، ولكن هذا لا يعني أن نستصغر قدر من أتى بنفسه راجياً أن يكتبه الله من خدام الحسين (عليه السلام) ولا يعني أن نلاقي بشاشة وجوههم وحسن تعاملهم وعرق جبينهم بامتعاضاتٍ غير مبررة ، ألا يجب أن نخجل من أنفسنا في جهلنا قدرهم ؟! يأسفني أن بعض الجهلة قد رفض طلبات  تقدمهم في أن يكونوا ممن يققف سداً منيعاً في وجه الإجرام ،معتقدين بأن تاريخاً أسود لا يمحيه شيء ، ءأصبحنا وكلاء لله في خلقه ، أولسنا بذلك قد قطعنا يداً امتدت باسم أكبر سفن النجاة وأسرعهم في بحور الديجور والآثام ؟؟،أوَ يظن البعض بأنهم لن يحاسبوا على ذلك ؟؟ أولم يقرأوا ملحمة عاشوراء ليروا كيف تحول الحر بن يزيد الرياحي (عليه السلام) من ركب الشيطان إلى ركب الرحمن؟؟

Comments

Popular Posts